روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | الخيالات الجنسية.. لدرجة الإثارة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > الخيالات الجنسية.. لدرجة الإثارة


  الخيالات الجنسية.. لدرجة الإثارة
     عدد مرات المشاهدة: 3078        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

السلام عليكم. أنا شاب غير متزوج وعمري 23 عاما. أعاني من مشكلات الخيالات الجنسية لدرجة الإثارة.. كيف أحمي نفسي حتى لا أقع في الذنب؟

الجواب:

مشكلتك أخي كما فهمت من رسالتك أنك تعاني من خيالات أو تخيلات جنسية ينتج عنها إثارة بالغة.. وتسأل عن كيفية التخلص منها لشعورك بالحرج ومخافة الإثم. وأنا أولا أحب أن أشكر لك سؤالك وعنايتك للتخلص من هذه المشكلة فإن أولى خطوات الحل هو إدراك المشكلة والبحث عن السبل المناسبة الممكنة للتخلص منها. ومما ورد في السؤال أن عمرك هو 23 سنة وهذا يعني أنك في المرحلة الذهبية من مراحل عمرك والتي يستطيع الإنسان فيها أن يصل بعطائه ونشاطه إلى مقامات عالية في أمور دينه ودنياه، وذلك لثلاثة أسباب:

الأول أنه يكون قد تخلص من مشكلات مرحلة المراهقة ومعاناتها النفسية والاجتماعية والجسدية الحادة.

والثاني أنه يكون لديه من النضج الفكري والتطور العقلي والاستقرار العاطفي- نسبيا- ما يجعله قادرا على تنظيم أمور حياته وتنمية مهاراته وزيادة إنتاجيته وعطاءه والتخطيط بشكل سليم لتخطي مشكلاته.

والثالث أنه يكون لديه من التفرغ واتساع الوقت ما يمنحه فرصة عظيمة ومجالا واسعا لإنجاز المهام وقضاء الحوائج والسير في مسارات التعلم والتحصيل، فهو لم ينشغل بعد بأمور الزواج والأولاد والوظيفة وغيرها.

ومن هنا يجب أن تكون أولى خطوات الحل النظر إلى هذه المرحلة وإعطاءها حق قدرها من الاهتمام واستغلالها قدر المستطاع وتوظيفها بما يعود عليك بالفائدة في الحاضر والمستقبل قبل أن تفوت وتندم عليها. ومن هذا الباب وعبر هذا المدخل الهام، سوف تتغير طريقة تفكيرك فتعلو همتك ويرتفع مستوى طموحاتك وتشغل نفسك بما هو أهم لأمر دينك ودنياك. وسوف تجد من لذة العمل وحلاوة نيل المرادات والفرح بالتغلب على التحديات والفوز بالمنجزات ما يمنح حياتك نكهة مختلفة تجد فيها الدنيا كأحلى ما تكون. وبهذه الطريقة نستطيع أن نعالج سببين هامين من أسباب المشكلة وهما الفراغ ودنو الهمة. السبب الثاني لهذه المشكلة هو التعرض للمثيرات والمحفزات التي تدفع الفرد للخيالات الجنسية وتجره إلى السير وراءها والتفكير فيها والإغراق في التفاصيل التي يشعر معها بعنفوان الغريزة وتصاعد الإثارة، وربما أخرجته من دائرة التفكير إلى الممارسة المحرمة أيا كان شكلها. وتلك المحفزات منها ما يكون على شكل صور فاضحة أو أحاديث عابثة أو قصص خيالية أو مشاهد مثيرة. وليس من الغريب أن يجنح تفكير الإنسان إلى الغزيرة حين يتعرض لمثيراتها فتلك طبيعة البشر، ركبها فيهم خالقهم- جل وعلا، وهو أعلم بهم-.

ولهذا فإن الحل لهذه المشكلة هو حل يسير ومباشر وذلك بالابتعاد عن المثيرات وتجنبها قدر المستطاع.. ومن تلك المثيرات ما يكون حراما صرفا كالمشاهد المثيرة أو الصور العارية ومنها ما يكون لغوا عابثا أقل أحواله الكراهة كالأحاديث و(الدردشات) الخاصة. الجانب المهم الأخر والذي يجب النظر إليه عن الحديث عن مشكلتك هو أن الغزيرة تبقى فينا غالبة متأصلة..تظهر في مشاعرنا وتملأنا تفكيرنا من وقت لأخر، حتى من دون محفزات في بعض الأحيان. والله عز وجل حين ركبها في أنفسنا جعل سبلا ومخارج شرعية لإشباعها، بما يحقق اللذة ويضمن المقاصد الأخرى (كالنسل والتوريث وغيرها) ويمنع مضاعفتها على الفرد وعلى مجتمعه. ومن ذلك الزواج وهو أول ما يجب النظر إليه والاهتمام به لعلاج المشكلة.

فالزواج هو برد النفوس وإكسير علاج الشهوة المتأججة وسكن العواطف الجامحة. والزواج هو الحل النهائي لهذا الأمر على المدى البعيد. فان لم يمكن ذلك على المدى القريب، فالصيام كما جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لشباب أمته مع الابتعاد كما سبق عن المثيرات وشغل الفراغ بما يفيد وصرف القوة الجسدية والذهنية في منافسات فكرية ورياضية وما شابه.

وأما العلاجات الفورية، اللحظية التي يمكن اللجوء إليها عند اشتداد التفكير الجنسي وسيطرة الخيال الشهواني فهي كثيرة ومن ذلك الخروج من المكان إن كنت فيه وحيدا والجلوس مع الآخرين، أو الاتصال بهم هاتفيا والحديث معهم بما يبعد التفكير عن ذلك الموضوع. ومنها اللجوء إلى الذكر والاستغفار وشغل النفس بقراءة القرآن أو الصلاة.

وهناك كتيبات نافعة في هذا الباب يمكن الحصول منها على المزيد في التعامل مع الشهوة مثل كتيبات الشيخ محمد الدويش والشيخ محمد المنجد وغيرهما. تلك أفكار سريعة يمكنك الاستفادة منها لعلاج المشكلة.. أسأل الله لنا ولك التوفيق والعمل الصالح.

الكاتب: د. محمد العتيق.

المصدر: موقع المسلم.